//
you're reading...
أفراحي

ففروا إلى الله

ففرو إلى الله أي الجأوا إليه واعتمدوا في أموركم عليه .. أي فروا من معاصيه إلى طاعته . وقال ابن عباس : فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم .. اهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به ، واتباع أمره ، والعمل بطاعته .. فروا مما سوى الله إلى الله ..

هل رأى منكم فاراً من مهلكة ؟ ليتصور كل واحد منا كيف يكون حاله إذا برز له أسد فجأة على الطريق وأخذ يعدو وراءه ، أو برز له عدو مسلح وأخذ يطارده، فكيف يكون ردة فعل المطارد أيمشي على هون ؟ أيتلفت يمنة ويسرة ؟ أم أنه ينطلق بكل ما أوتي من قوة يعدو ولا يشغل باله في تلك اللحظات إلا النجاة والأمان من مطارده ؟ الفرار ليس له إلا صورة واحدة ألا وهي الانطلاق بكل ما أوتي الفار من قوة طلباً للنجاة ، فهل جرب كل واحد منا الفرار ؟ الفرار أمر حتمي لكل واحد منا لأنه أمر رباني أمرنا الله به ، لكن الفرار إلى أين؟ لقد حدد الله لك الوجهة ورسم لك الطريق فقال سبحانه:{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}، نعم إنه الفرار إلى الله ، تفر إلى الله لأن خلفك عدوك إبليس يسعى خلفك جاهداً بكل ما أوتي من قوة ليجعلك من أصحاب السعير أخبرك بذلك ربك وحبيبك يوم أن قال : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}، ومع الأسف هناك من الناس من عكس طريق سيره فسار باتجاه عدوه ففرح به ذلك العدو واحتضنه فأصبحت ترى شيطاناً في ثوب إنسان؛ لا يدع طريقاً من طرق الفساد إلا سلكه وبلا تردد وليته سلكه وحده لا بل قام يدعو إليه ويحبب الناس فيه  ، فلماذا كانوا كذلك لأنهم ما استجابوا لنداء اللطيف الخبير : {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}، تفر إلى الله لأن خلفك الدنيا بفتنتها وشهواتها وزينتها ؛ فكم من عبد تباطأ في فراره إلى الله والتفت يمنة ويسرة إلى الدنيا فأسرته فشغل عن الفرار إلى الله بعماراته أو شغل عن الفرار إلى الله بأمواله أو شغل عن الفرار إلى الله بزوجته وأولاده أو شغل عن الفرار إلى الله بمنصبه وجاهه فهلك مع الهالكين كم من عبد جعل فراره إلى الدنيا فهو يفر إليها بكل ما أوتي من قوة فمنهم من يسير بسيارته مسرعاً حتى لا تفوته مباراة في كرة القدم حاسمة،ومنهم من يفر بكل قوته حتى لا تفوته صفقة رابحة،ولمثل هؤلاء يقول العليم الحكيم:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.

 وقد يقول قائل أيعني الفرار إلى الله تعطيل الحياة الدنيا؟ فنقول له: لا.ولكن الله يوم أن أمرنا بالسعي لطلب الرزق لم يأمرنا بالفرار وإنما أمرنا بالمشي يقول الرزاق الكريم:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، والمشي له صور عدة فالصغير يمشي والكبير يمشي والشاب يمشي والعجوز يمشي والمرأة تمشي والرجل يمشي ولكل مشيته فمنهم من يمشي مسرعاً ومنهم من يمشي على مهل، فهل أدرك العباد الفرق بين المشي والفرار ، فالمشي له صورٌ عدة ولكن الفرار ليس له إلا صورة واحدة ، الماشي يمشي وقد يشغل فكره بأمور عدة أو بما يراه أثناء مشيه،ولكن الفارَّ لا تسيطر على عقله إلا فكرة واحدة وهي النجاة،فلمن انشغلوا بدنياهم أقول لهم فروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين،ومن فضل الكريم الرحيم علينا معاشر المؤمنين أنه لم يجعل من عملية الفرار إليه عملية صعبة ولم يجعلها في طريق وعرة بل مهد لنا سبحانه وتعالى بفضله وكرمه طريق الفرار إليه ويسر لنا سبله فأنت تستطيع أن تفر إلى الله على كل حال من أحوالك وأنت سائر وأنت واقف وأنت قاعد وأنت نائم وأنت في بيتك وأنت في حيك وأنت في عملك أو سوقك تستطيع الفرار إلى الله؛ فأنت بخروجك للكسب لتعف نفسك وأهلك عن الحرام تفر إلى الله ، بقيامك للصلاة تفر إلى الله ، بذكرك لله تفر إلى الله ، بقراءتك للقرآن تفر إلى الله، بالصدقة تفر إلى الله، بإهداء كتب الخير وأشرطة الخير للمسلمين تفر إلى الله،بصلتك لرحمك تفر إلى الله ، بأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر تفر إلى الله ، بتربيتك لأولادك وبنياتك على هدى الشريعة تفر إلى الله.

ومن فر إلى الله أعانه ووفقه ولم يتركه وحده  قال تعالى :{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. ويقول جلت عظمته : {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}. وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)).

فماذا ننتظر هذه الطريق ميسرة وهذا ربكم معين لكم ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين. لنتأمل في حالنا هل نحن فارون إلى الله كما أمرنا ؟ هل إذا نادى منادي الله حي على الصلاة حي الفلاح فررنا إلى بيوت الله نرتجي الثواب من الله ؟ أم أنا ننتظر الإقامة فإذا قامت الصلاة قمنا للوضوء متثاقلين لا يهمنا أن تفوتنا تكبيرة الإحرام أو تفوتنا ركعة أو ركعتان ؟ هل إذا سمعنا منادي الله ينادي في صلاة  الفجر الصلاة خير من النوم فزعنا من فرشنا وانتزعنا أنفسنا من الفرش الوثيرة  الدافئة وفررنا إلى الله ؟ هل فررنا إلى الله بتلاوة شيء من كتابه في كل يوم ؟ هل ..وهل..وتطول الأسئلة وكل أدرى بنفسه . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ()وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

إننا في هذه الدنيا – وبخاصة هذا الزمن – نعيش في صراع لا ينتهي إلا بالموت، ولا ينقضي إلا بانتهاء هذه الحياة الدنيا، ولقد ذكر الله – سبحانه – هذه السنة الكونية في كتابه الكريم فقال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}”في مكابدة ومشقة، وجهد وكد، وكفاح وكدح كما قال في السورة الأخرى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.

فإن الخلية الأولى لا تكاد تستقر في الرحم حتى تبدأ في الكبد والكدح والنصب؛ لتوفر لنفسها الظروف الملائمة للحياة والغذاء بإذن ربها، وما تزال كذلك حتى تنتهي إلى المخرج، فتذوق من المخاض إلى جانب ما تذوقه الوالدة، وما يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضُغط ودُفع حتى كاد يختنق في مخرجه من الرحم.

ومنذ هذه اللحظة يبدأ الجهد الأشق، والكبد الأمرّ؛ حين يبدأ الجنين ليتنفس هذا الهواء الذي لا عهد له به، ويفتح فمه ورئتيه لأول مرة؛ ليشهق ويزفر في صراخ يشي بمشقة البداية، وتبدأ دورته الهضمية في العمل على غير عادة، ويعاني في إخراج الفضلات حتى يروض أمعاءه على هذا العمل الجديد، وكل خطوة بعد ذلك كبد، وكل حركة بعد ذلك كبد.

والذي يراقب الوليد عندما يَهِمُّ بالحبو، وعندما يَهمُّ بالمشي؛ يُدرك كم يبذل من الجهد العنيف للقيام بهذه الحركة الساذجة.

وعند بروز الأسنان كبد، وعند انتصاب القامة كبد، وعند الخطو الثابت كبد، وعند التعلم كبد، وعند التفكر كبد، وفي كل تجربة جديدة كبد، فتجربة الحبو والمشي سواء!

ثم تفترق الطرق، وتتنوع المشاق؛ هذا يكدح بعضلاته، وهذا يكدح بفكره، وهذا يكدح بروحه، وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء، وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين، وعشرة آلاف، وهذا يكدح لملك أو جاه، وهذا يكدح في سبيل الله، وهذا يكدح لشهوة ونزوة، وهذا يكدح لعقيدة ودعوة، وهذا يكدح إلى النار، وهذا يكدح إلى الجنة، والكل يحمل حمله، ويصعد الطريق كادحاً إلى ربه فيلقاه، وهناك يكون الكبد الأكبر للأشقياء، وتكون الراحة الكبرى للسعداء.

إنه الكَبَدُ طبيعة الحياة الدنيا، تختلف أشكاله وأسبابه، ولكنه هو الكبد في النهاية، وأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي به إلى الكبد الأشق الأمرّ في الأخرى، وأفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة، وتنتهي به إلى الراحة الكبرى في ظلال الله”

فيا أيها الإنسان الضعيف العاجز في خضم هذا الكبد والكدح المتواصل، وفي خضم هذه الفتن المتلاطمة، إلى أين ستفر؟ ومن سيؤويك؟ من سيسمع همومك؟

وإلى من ستفر من هموم الدنيا وأحزانها، وتعبها ونصبها، ومشاكلها وأتراحها؟ إلى أين ستفر من شيطانك الذي لا يكلُّ ولا يتعب من إضلالك وإفسادك وإغوائك؟ إلى من ستفر من نفسك الأمارة بالسوء التي تزين لك الباطل وتحسنه، وتميل إلى الراحة والدعة، وتكسل عند عبادة للرحمن، ومناجاة الواحد الديان، فإذا مشيت إلى معصية أو طغيان، لا بل لو فكرت في ذلك مجرد تفكير؛ اهتزت نفسك، وقامت كأنها نشطت من عقال، تزين لك الشر وتفرحك به، وتدلك عليه حتى تجعلك إليه جزوعاً، وعن الخير منوعاً، فمن سيحميك منها؟ ومن سيحصنك؟

رفقاء السوء، وأصدقاء الباطل، وأصحاب المنكر الذين يجرونك إلى الهاوية جراً، يخرجونك عن فعل الطاعة، ويسوقونك إلى طرق الرذيلة، إلى مقاهي الهوى، وأرصفة الزور، يشجعونك على ارتكاب المحرمات، والمغامرة في مستنقع المخدرات والمسكرات، على النظر إلى العاريات المتهتكات، وقد تكون أنت طيب النفس، سليم الصدر، كريم الأخلاق، عالي الهمة، متوقد الذهن ذكاءً وفطنة ونجابة، طاهر القلب، رحيماً رفيقاً على والديك وأهلك وإخوانك، لكنهم يسحبونك خطوة خطوة، إشارة من بعيد، ابتسامة ساحرة، كلمة حارة بالمشاعر، لقاء سريع تتدفق فيه مشاعر الحب، وتتسابق فيه عبارات التقدير والاحترام، وفيها يدعوك لجلسة أخوية تعارفية ودية لا غير، تشربون الشاي، وتتبادلون أطراف الكلام، ومن هنا يبدأ الصياد الماكر بتطعيم فريسته، إما بوضع حبة مخدر أو.. أو.. أو غيرها من شِباك الماكرين، وخدع الذئاب والساقطين.

فيا أيها المسكين: أين ستفر من كل هؤلاء؟ أين المفر؟

 كأني بربك يناديك وأنت وسط هذه المعمعة، يدعوك إلى الهروب السريع من هؤلاء، إلى الفرار لكن إلى أين؟ إليه سبحانه، فرّ إليه واهرب، افزع إليه، ولا تلتفت إلى الوراء فيضيع وقتك، اسمع ندائه السماوي لك – أيها الإنسان – وهو يقول: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}، عند ذلك أيها الإنسان إن أطعتَ ربك ففررت إليه، وسعيت نحوه، وانخلعت من كل قوة أو جاه أو رياسة أو منصب أو قبيلة؛ لتعلن فقرك وعجزك وضعفك بين يديه:{لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

عند ذلك ستجد الرعاية الإلهية، والفتح الرباني، والتأييد العاجل، والنصر القريب، والفرج والسعادة والهناء {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} ينصرهم، ويعينهم، يؤيدهم ويوفقهم، يدافع عنهم وينجيهم من المهالك، يكتب لهم القبول في قلوب عباده ويخفف آلامهم، ويداوي جراحهم ويُطمئنُ قلوبهم، وينزل عليهم السكينة والوقار، ويطعمهم لذة عبادته، ويسعدهم في هذه الدنيا، ويرفع شأنهم في الآخرة {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}, {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}، {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}.

ففروا إلى الله .. إلى طاعته وعبادته، إلى دعائه ورجائه، إلى تلاوة كتابه والتفكر في آياته، والاستعانة بحوله وقوته {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}.*

  

مناقشة

رأيان حول “ففروا إلى الله

  1. موضوع جدا رائع ، لاول مره اتمعن في معنى الفرار والمشي

    جزيتي الف خير

    Posted by غادة | سبتمبر 9, 2012, 10:35 ص
  2. اللهم احفظنا جميعاً من الوقوع في مستنقعات ووحل المعاصي وابعد عنا رفقاء السوء وجنبنا الفواحش ماظهر منها وما بطن
    جزاكِ الله خير الجزاء

    Posted by بدريه | نوفمبر 27, 2012, 9:22 م

أضف تعليق